أين نحن في عالم الطفل
العربي؟؟؟
تتنوع مظاهر الاحتفالات
بيوم الطفل عاما بعد عام ويتسابق الجميع على تنظيم وترتيب المسابقات وتقديم
البرامج والأفكار والتي يعبر من خلالها مجتمع الكبار على اهتمامهم بمجتمع الصغار لكن
هذا اليوم هو في حقيقة الأمر بمثابة الستار الذي يكشف السلبيات التي أصبحت تحاصر
الطفل العربي وتهدد سلامة تربيته من خلال ما نشهده من تغير في طريقة
تفكيره...
إخواني القراء وددت طرح
هذه القضية لما لها أهمية في مجتمعنا لأنها تمس بالدرجة الأولى الطفل العربي الذي
سيهيأ يوما ما ليشغل مكانة مهمة فهو اللبنة الأولى لبناء مجتمع يتمتع بأسس متينة فلا
يخفى علينا وعلى الجميع أننا عشنا طفولة مليئة
بالرسوم المتحركة بشتى أنواعها ومختلف قصصها وشخصياتها الرائعة وألوانها والتي أثرت فينا بشكل كبير
لا محالة...لكن المشكل المطروح الآن هو هل يمكننا الآن الاعتماد على هذه الرسوم المتحركة لتربية
أجيال مثل الماضي...لكني أشك...كيف ذلك ونحن لازلنا
نستقبل ونرحب برسوم الغرب التي تعبر على نمط حياتهم وأفكارهم السيئة مستغلين براءة الطفل
وتعلقه بالألوان والمؤثرات الخاصة والتقنيات الحديثة والمثيرة لجذب أعين الأطفال
ومن ثمة عقولهم لدس معتقداتهم التي تتعارض دون شك أهداف المجتمع المحافظ في التربية
مع غياب الرقابة وتوجيه الأهل لأسباب عديدة لا حصر لها...
لكن البعض يذهب إلى أن
هذه المواضيع لن تلقى آذان صاغية وستبقى حبيسة أرشيف الإعلام بشكل عام ويصب فشل
النهوض بعالم الطفل العربي في النقص الفادح في قصص الأطفال من ناحية الموضوع
المطروح أو الفكرة المعالجة والهدف منها زد على ذلك غياب التميز والجدية في أوساط
المجتمع العربي في جميع المجالات وأولها وأهمها مجال الطفل والذي نتج عنه غياب
التواصل بين أطفال العرب...
ولو أننا مع ذكر غياب
التواصل فهو في حقيقة الأمر ينطبق على ما يحدث بين الكبار قبل الصغار من خلال
الفجوة الكبيرة بين العارض للمادة ومتلقيها سواء كانت قصة أو رسوم متحركة أو برامج
موجهة للأطفال، فهذا يحتاج منا تغيير طريقة تفكيرنا ووضع حجر الأساس الأول لبناء
عالم الطفل العربي السليم بالمشاركة في المتابعة والنقد والتقرب من المؤلف والناشر
وكل فرد يساهم في خلق عالم سليم للطفل ولا ننتظر فقط أصحاب الاختصاص من نقاد لفعل ذلك ففي الأخير نحن كذلك معنيين
بالأمر لأن هذه القصص والرسوم المتحركة موجهة لأطفالنا نحن
فيجب علينا دق ناقوس
الخطر وفرض أنفسنا في هذا المجال
الذي يعتبر وسيلة مهمة لبناء شخصية الطفل العربي...وحان الوقت لإلغاء الأفكار الغربية التي تسيطر
على مجتمعنا واستبدالها بأفكارنا وقصصنا المستوحاة من التراث الأصيل والمحافظ لبناء
جيل سليم يعتمد عليه في المستقبل...
أختكم آيـــــــــــــــــــــــــة